إذا كان هذا الذي يطلق لفظة: (عليه السلام)؛ على غير الأنبياء بقصد الغلو فيمن يقول في حقه ذلك
، .
وإن كان يقصد مجرد التحية فهو مكروه لمخالفته ما جرى عليه سلف الأمة من تخصيصه بالرسل والأنبياء، لأن الله عز وجل سلم عليهم فقال: {وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ}[الصافات:181.
وأما غيرهم كالصحابة والتابعين فيقال: رضي الله عنهم، وأما عامة الأمة فيقال: غفر الله له؛ ورحمة الله عليه، فهذا هو المعروف الذي يجب اتباعه؛
والله أعلم
وهذا هو نص موضوعك بْسمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَن اٌلرَّحيمِ
أمَّا بَعْدُ،
تغيرت البلاد ومن عليها *** فوجه الارض مغبر قبيح
تغير كل ذي لون وطعم *** وقل بشاشة الوجه المليح
ارى طول الحياة على غما *** وهل انا من حياتي مستريح
جاء في بحار أنوار الشيخ ألمجلسي، وما جمعه الشيخ من عيون الأخبار: 133 - 137 وعلل الشرائع: 197 – 199، عن محمد بن عمر بن علي بن عبد الله البصري، عن محمد بن عبد الله بن أحمد ابن جبلة، عن عبدا لله بن أحمد بن عامر الطائي، عن أبيه، عن الرضا عن آبائه، عن الحسين بن علي عليهم السلام، قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة في الجامع إذ قام
إليه رجل من أهل الشام فقال: يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء؟
فقال: سل تفقها ولا تسأل تعنتا، فأحدق الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أول ما خلق الله تبارك وتعالى؟ فقال: خلق النور. قال: فمم خلق السماوات؟ قال: من بخار الماء. قال: فمم خلق الأرض؟ قال: من زبد الماء. قال: فمم خلقت الجبال؟ قال: من الأمواج. قال: فلم سميت مكة ام القرى؟ قال لأن الأرض دحيت من تحتها. وسأله عن سماء الدنيا مما هي؟ قال: من موج مكفوف.
وسأله عن طول الشمس و القمر وعرضهما؟ قال: تسعمائة فرسخ في تسعمائة فرسخ. وسأله عن ألوان السموات السبع وأسمائها؟ فقال له: اسم السماء الدنيا: رفيع وهي من ماء ودخان، واسم السماء الثانية: قيدرا (في المصدر: اسمها فيدوم) وهي على لون النحاس، والسماء الثالثة اسمها: الماروم (في العلل: اسمها المادون وفي هامش العيون أضاف الهاروم) وهي على لون الشبه، والسماء الرابعة اسمها: ارفلون وهي على لون الفضة، والسماء الخامسة اسمها: هيعون وهي على لون الذهب، والسماء السادسة اسمها: عروس، وهي ياقوتة خضراء، والسماء السابعة اسمها: عجماء وهي درة بيضاء.
وسأله عن الثور ما باله غاض طرفه ولا يرفع رأسه إلى السماء؟ قال: حياء من الله عزوجل، لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه. (في عيون الأخبار هنا زيادة وهي هذه:
وسأله عمن جمع بين الأختين؟ فقال: يعقوب بن إسحق جمع بين حبار وراحيل فحرم بعد ذلك، ففيه انزل:.. واَن تجمعوا بين الاُختين...).
وسأله عن المد والجزر ما هما؟ قال: ملك موكل بالبحار يقال له رومان فإذا وضع قدميه في البحر فاض وإذا أخرجهما غاض. وسأله عن اسم أبي الجن؟ فقال: شومان الذي خلق من مارج من نار.
وسأله هل بعث الله نبياً إلى الجن؟ فقال: نعم بعث إليهم نبياً يقال له يوسف فدعاهم إلى الله فقتلوه. وسأله عن اسم إبليس ما كان في السماء؟ فقال: كان اسمه الحارث.
وسأله لم سمي آدم آدم؟ قال: لانه خُلِقَ من أديم الأرض. وسأله لم صار الميراث للذكر مثل حظ الانثيين؟ فقال: من قبل السنبلة، كان عليها ثلاث حبات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبة، وأطعمت آدم حبتين، فمن أجل ذلك ورث الذكر مثل حظ الأنثيين.
وسأله عمن خلق الله من الأنبياء مختوناً؟ فقال: خلق الله آدم مختوناً، و ولِدَ شيث مختوناً، وإدريس، ونوح (زاد في العيون: سام بن نوح)، وإبراهيم، وداود، وسليمان، ولوط، وإسماعيل، و موسى، وعيسى، ومحمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين.
وسأله كم كان عمر آدم؟ فقال: تسعمائة سنة وثلاثين سنة.
وسأله كم حج آدم عليه السلام من حجة؟ فقال له: سبعين حجة (وفي نسخة: سبعمائة حجة) ماشياً على قدميه وأول حجة حجها كان معه الصرد (طائر) يدله على مواضع الماء، وخرج معه من الجنة، وقد نهي عن أكل الصرد والخطاف.
وسأله ماباله لا يمشي على الأرض؟ قال: لأنه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، ولم يزل يبكي مع آدم عليه السلام فمن هناك سكن البيوت ومعه تسع آيات (في العيون: ونزل آدم ومعه تسع آيات) من كتاب الله عز وجل مما كان آدم يقرؤها في الجنة وهي معه إلى يوم القيامة: ثلاث آيات من أول الكهف، وثلاث آيات من "سبحان" (في العيون: من "سبحان الذي أسرى...")، وثلاث آيات من يس: "وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً...".
وسأله عن أول من كفر وأنشأ الكفر؟ فقال: إبليس لعنه الله. وسأله عن اسم نوح ما كان؟ فقال: كان اسمه السكن، وإنما سمي نوحا لأنه ناح على قومه ألف سنة إلا خمسين عاما. وسأله عن سفينة نوح عليه السلام ما كان عرضها وطولها؟ فقال: كان طولها ثمانمائة ذراع، وعرضها خمسمائة ذراع، وارتفاعها في السماء ثمانون ذراعا. ثم جلس الرجل وقام إليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أول شجرة غرست في الأرض؟ فقال: العوسجة ومنها عصا موسى عليه السلام.
وسأله عن أول شجرة نبتت في الأرض؟ فقال: هي الدبا وهو القرع. وسأله عن أول من حج من أهل السماء؟ فقال له: جبرئيل عليه السلام. وسأله عن أول بقعة بسطت من الأرض أيام الطوفان؟ فقال له: موضع الكعبة وكان زبرجدة خضراء. وسأله عن أكرم واد على وجه الأرض؟ فقال له: واد يقال له سرنديب، سقط فيه آدم عليه السلام من السماء.
وسأله عن شر واد على وجه الأرض؟ فقال له: واد باليمن يقال له برهوت، وهو من أودية جهنم. وسأله عن سجن سار بصاحبه؟ فقال: الحوت سار بيونس بن متى عليه السلام.
وسأله عن ستة لم يركضوا في رحم؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إبراهيم، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى بن مريم وطار بإذن الله عز وجل. وسأله عن شئ مكذوب عليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال الذئب الذي كذب عليه إخوة يوسف عليه السلام.
وسأله عن شئ أوحى الله عز وجل إليه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال: أوحى الله عز وجل إلى النحل. (في العيون هنا زيادة هي هذه: وسأله عن أطهر موضع على وجه الأرض لايحل الصلاة فيه؟ فقال له ظهر الكعبة).
وسأله عن موضع طلعت عليه الشمس ساعة من النهار ولا تطلع عليه أبدا؟ قال: ذلك البحر حين فلقه الله عز وجل لموسى عليه السلام، فأصابت أرضه الشمس، واطبق عليه الماء فلن تصيبه الشمس (في العيون: فلن تصيبه الشمس بعد ذا ابدا).
وسأله عن شئ شرب وهو حي، وأكل وهو ميت؟ فقال: تلك عصا موسى. وسأله عن نذير أنذر قومه ليس من الجن ولا من الانس؟ فقال: هي النملة. وسأله عن أول من امر بالختان؟ قال: إبراهيم. وسأله عن أول من خفض من النساء؟ فقال: هاجر ام إسماعيل خفضتها سارة لتخرج من يمينها.
وسأله عن أول امرأة جرت ذيلها؟ فقال: هاجر لما هربت من سارة.
وسأله عن أول من جر ذيله من الرجال؟ فقال: قارون.
وسأله عن أول من لبس النعلين؟ فقال إبراهيم عليه السلام.
وسأله عن أكرم الناس نسبا؟ فقال: صديق الله يوسف بن يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله ابن إبراهيم خليل الله. وسأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل، ويعقوب وهو إسرائيل (في العيون: اسرائيل الله)، والخضر وهو تاليا (في العلل جعليا، وفي العيون: حلقيا)(كاتب السطور: الخضر عليه السلام جاء هنا كأحد الأنبياء- والله أعلم-)، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم. وسأله عن شئ تنفس ليس له لحم ولادم؟ فقال: ذاك الصبح إذا تنفس. وسأله عن خمسة من الأنبياء تكلموا بالعربية؟ فقال: هود، وشعيب، وصالح، وإسماعيل، ومحمد صلى الله عليه وعليهم.
ثم جلس وقام رجل آخر فسأله وتعنته فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول الله عز وجل: (يوم يفر المرء من أخيه وامه وأبيه وصاحبته وبنيه) من هم؟ فقال: قابيل يفر من هاببل، والذى يفر من امه موسى والذي يفر من أبيه إبراهيم (في العيون زيادة هنا وهي هذه: يعني الأب المربي لا الوالد)، والذي يفر من صاحبته لوط، والذي يفر من ابنه نوح يفر من ابنه كنعان.
وسأله عن أول من مات فجاءة؟ فقال: داود عليه السلام مات على منبره يوم الأربعاء.
وسأله عن أربعة لا يشبعن من أربعة؟ فقال: أرض من مطر، و(؟؟)، وعين من نظر، وعالِم من عِلْم.
وسأله عن أول من وضع سكك الدنانير والدراهم؟ فقال: نمرود بن كنعان بن نوح. وسأله عن أول من عمل عمل قوم لوط؟ فقال: إبليس فإنه أمكن من نفسه.
وسأله عن معنى هدير الحمام الراعبية؟ (كاتب السطور: هكذا وجدتها: راعبية، وقد تكون هكذا، ويمكن أن تكون راعبة أو راعية؟) فقال: تدعو على أهل المعازف والقينات والمزامير والعيدان.
وسأله عن كنية البراق؟ فقال: يكنى ابا هزال (في نسخة ابا هلال). وسأله لم سمي تبع تبعا؟ قال: لانه كان غلاماً كاتباً فكان يكتب لملك كان قبله فكان إذا كتب، كتب: بسم الله الذي خلق صبحا وريحا فقال الملك: اكتب وابدء باسم ملك الرعد، فقال: لا أبدء إلا باسم إلهي، ثم اعطف على حاجتك، فشكر الله عز وجل له ذلك، وأعطاه ملك ذلك الملك فتابعه الناس على ذلك فسمي تبعا.
وسأله ما بال الماعز مفرقعة (في نسخة: معرقبة. وفي أخرى: مرفوعة) الذنب، بادية الحياء والعورة؟ فقال: لأن الماعز عصت نوحاً لما أدخلها السفينة فدفعها فكسر ذنبها، والنعجة مستورة الحياء والعورة لان النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة فمسح نوح عليه السلام يده على حياها وذنبها فاستوت الالية (في العيون: فاستترت الالية). وسأله عن كلام أهل الجنة؟ فقال: كلام أهل الجنة بالعربية.
وسأله عن كلام أهل النار؟ فقال: بالمجوسية. (في العيون:
وسأله عن النوم على كم وجه هو؟ فقال أمير المؤمنين ، النوم على أربعة أصناف: الأنبياء تنام على أقفيتها مستلقية وأعينها لا تنام متوقعة لوحي ربها، والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة، والملوك وأبناؤها تنام على شمالها ليستمرؤا ما يأكلون، وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذي عاهة ينام على وجهه منبطحا).
فقام إليه رجل آخر فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء وتطيرنا منه وثقله وأي أربعاء هو؟ قال: آخر أربعاء في الشهر وهو المحاق وفيه قتل قابيل هابيل أخاه، ويوم الأربعاء القي إبراهيم في النار، ويوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق، ويوم الأربعاء اغرق الله عز وجل فرعون، ويوم الأربعاء جعل الله عاليها سافلها (في العيون: ويوم الأربعاء جعل الله عز وجل قرية لوط عاليها سافلها)، ويوم الأربعاء أرسل الله عز وجل الريح على قوم عاد، ويوم الأربعاء أصبحت كالصريم ويوم الأربعاء سلط الله على نمرود البقة، ويوم الأربعاء طلب فرعون موسى عليه السلام ليقتله، ويوم الأربعاء خر عليهم السقف من فوقهم، ويوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان، ويوم الأربعاء خرب بيت المقدس ويوم الأربعاء احرق مسجد سليمان بن داود بإصطخر من كورة فارس، ويوم الأربعاء قتل يحيى بن زكريا، ويوم الأربعاء أظل قوم فرعون أول العذاب، ويوم الأربعاء خسف الله بقارون، ويوم الأربعاء ابتلي أيوب بذهاب ماله وولده (في العيون: بذهاب أهله وماله وولده)، ويوم الأربعاء ادخل يوسف السجن، ويوم الأربعاء قال الله عز وجل: (إنا دمرناهم وقومهم أجمعين) ويوم الأربعاء أخذتهم الصيحة، ويوم الأربعاء عقرت الناقة، ويوم الأربعاء أمطر عليهم حجارة من سجيل، ويوم الأربعاء شج وجه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكسرت رباعيته، ويوم الأربعاء أخذت العماليق التابوت.
وسأله عن الأيام وما يجوز فيها من العمل؟ فقال أمير المؤمنين: يوم السبت يوم مكر وخديعة ويوم الأحد يوم غرس وبناء ويوم الاثنين يوم سفر وطلب، ويوم الثلاثاء يوم حرب ودم (في العيون: ويوم الاثنين يوم حرب ودم، ويوم الثلاثاء يوم سفر وطلب)، ويوم الأربعاء يوم شؤم فيه يتطير الناس ويوم الخميس يوم الدخول على الأمراء وقضاء الحوائج ( كاتب السطور: يعني في العراق مثلاً، من عنده ظُلاَمَة أو حاجَة عند رئيس الجمهورية الطالباني أو رئيس الحكومة المالكي، فليدخل عليهما يوم الخميس!
ولكن يبقى السؤال هو: كيف يدخل عليهما وهما في المنطقة الخضراء ويفصلهما عن الشعب جدار كجدار يَاجُوج ومَاجُوج؟) ويوم الجمعة يوم خطبة ونكاح وسأله عن أول من قال الشِعر فقال: آدم. قال: وما كان شعره؟ قال: لما انزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها وهواها وقتل قابيل هابيل قال آدم عليه السلام:
تغيرت البلاد ومن عليها *** فوجه الأرض مغبر قبي
تغير كل ذي لون وطعم *** وقل بشاشة الوجه المليح
ارى طول الحياة على غما *** وهل انا من حياتي مستريح
ومالي لا أجود بسكب دمع *** وهابيل تضمنه الضريح
قتل قابيل هابيلا أخاه *** فواحزناه فقد المليح
فأجابه إبليس:
تنح عن البلاد و ؟ ساكنيها *** ففي الفردوس ضاق بك الفسيح (*)
وكنت بها وزوجك في قرار *** وقلبك من أذى الدنيا مريح
فلم تنفك من كيدي ومكري *** إلى أن فاتك الثمن الربيح
فلولا رحمة الجبار أضحى *** بكفك من جنان الخلد ريح
وبدل أهلها أثلا وخمطا *** بجنات وأبواب منيح
(*) في العيون: فبي في الخلد ضاق بك الفسيح
______________________________
.